ابلغ الرئيس الامريكي باراك اوباما امس الاثنين الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء لقائهما في البيت الابيض انه يتعين عليه وعلى القادة الاسرائيليين اتخاذ قرارات سياسية صعبة والاقدام على ‘مجازفات’ من اجل السلام.
وقال الرئيس الامريكي انه ‘آن الاوان لكي يقتنص قادة الطرفين (…) الفرصة’ الحالية للتوصل الى السلام.
وقال اوباما امام الصحافيين في المكتب البيضاوي في البيت الابيض ‘انه امر صعب جدا وينطوي على تحديات كبرى، يجب اتخاذ قرارات صعبة والقيام بمجازفات اذا اردنا احراز تقدم’.
واشاد بعباس باعتباره مسؤولا ‘نبذ على الدوام العنف وسعى باستمرار الى حل دبلوماسي وسلمي يتيح الوصول الى دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن’.
واضاف الرئيس الامريكي ان ‘مثل هذا الهدف من الصعب بلوغه بالتاكيد، ولهذا السبب استغرق الامر عقودا قبل ان نصل الى ما نحن عليه’ اليوم.
من جهته، قال عباس ان افراج اسرائيل عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين المقرر في 29 اذار/مارس سيظهر مدى جدية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن تمديد محادثات السلام.
وقال ‘هذا سيعطي انطباعا قويا حول مدى جدية الاسرائيليين بخصوص عملية السلام’.
ولم يتطرق عباس بشكل مباشر الى مطلب اسرائيل، اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كـ’دولة يهودية’.
واعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان اوباما لم يعرض الاتفاق الاطار خلال اجتماعه الاثنين مع عباس في البيت الابيض.
لكنه اوضح ان ‘اوباما والجانب الامريكي عرضا مجموعة من الافكار المتعددة على الجانب الفلسطيني والرئيس عباس′، لافتا الى ان ‘اللقاءات سوف تستمر خلال الاسابيع القادمة’.
و’الاتفاق الاطار’ يحدد الخطوط العريضة للتسوية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين ويتفاوض عليه وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع الطرفين لاقناعهما بمواصلة المفاوضات بعد 29 نيسان/ابريل، الموعد المحدد اصلا لانتهاء العملية التفاوضية.
ونقل ابو ردينه ان عباس ‘شدد لاوباما على ضرورة اتمام اطلاق دفعات الاسرى وتجميد الاستيطان والتوصل الى حل على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية’.
جاء ذلك فيما نشبت صدامات في جامعة الأزهر بمدينة غزة أمس نجمت عنها اشتباكات بالأيدي بين عناصر من حركة فتح فريق منهم يؤيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفريق آخر يؤيد النائب محمد دحلان المفصول من الحركة، فيما قام أفراد من الشبيبة الفتحاوية في الضفة الغربية بحرق صور لدحلان، وذلك ضمن حالة الاستقطاب الحادة، عقب تبادل الرجلين الاتهامات مؤخرا حول العديد من الملفات.
ووقعت المشادات بين الطرفين والتي سرعان ما تطورت إلى الاشتباك بالأيدي حين نظم طلاب من جامعة الأزهر بمدينة غزة من المؤيدين للرئيس وقفة مساندة وتضامن دعت إليها حركة فتح في كل مناطق قطاع غزة، تهدف لدعم الرئيس في مواجهة الضغوط الأمريكية، وذلك قبيل لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ووفق المعلومات المتوفرة لـ ‘القدس العربي’ فإن نشطاء حركة فتح المؤيدين للرئيس رفعوا صورا لأبو مازن في احدى باحات الجامعة، ورددوا هتافات تأييد، وهو أمر قابله أنصار دحلان برفع صور الأخير.
وسرعان ما تطورت الأمور بين الطرفين، في ظل رفض أنصار حركة فتح والرئيس عباس رفع صور دحلان في الوقفة التضامنية، ونشب اشتباك بالأيدي، أسفر بحسب شهود عيان عن وقوع إصابات طفيفة جراء عمليات اللكم والركل.
وفضت الشرطة التي وصلت الى مكان الحادث داخل الجامعة الاشتباك، وأعادت الهدوء من جديد، غير أن شهودا من المكان أكدوا استمرار حالة الغليان بين الطلبة.
ودعت وزارة الداخلية في حكومة حماس ‘جميع الأطراف في حركة فتح’ لاحترام القانون والنظام العام ‘وتجنيب المؤسسات التعليمية الفوضى في قطاع غزة’.
وشدد المتحدث باسم إياد البزم في أعقاب الخلاف بين أنصار فتح على أن الوزارة ‘لن تسمح لأحد بنشر مظاهر الفوضى والفلتان، وستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لذلك’.
وكان أعضاء حركة فتح قد خططوا منذ أيام لتنظيم الفعالية، خاصة وأن الحركة لم تحصل على إذن من حركة حماس التي تحكم قطاع غزة لتنظيم الفعاليات في ميادين المدن الرئيسية.
وجاءت الصدامات في ظل حالة الاحتقان والتوتر التي تسود حركة فتح، بين المؤيدين للرئيس محمود عباس وأنصار النائب المفصول من الحركة دحلان، وذلك على أثر تبادل الرجلين الاتهامات مؤخرا حول العديد من الملفات وبينها اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقتل كوادر من حركة فتح.
وفي الضفة الغربية حيث تمكن أنصار حركة فتح من الخروج بمسيرات تأييد للرئيس، أحرق أفراد من حركة الشبيبة الفتحاوية صورا لدحلان، احتجاجا على ما وصفوها بـ’ المقابلة المسيئة للشعب الفلسطيني وقيادته’، والتي أجريت مع دحلان على قناة ‘دريم’ المصرية.
وأظهرت صور شابين يخفيان وجهيهما بكوفية فلسطينية وهما يشعلان النار في صور لدحلان وضعت على ملصق كبير، في حين كان آخرون يرفعون صورا للرئيس عباس.
وكان دحلان قد شن هجوما ليل أول أمس رد خلاله على اتهامات الرئيس عباس، حيث وصف الاتهامات التي وجهت له بـ’ الكارثة’، قبل أن يتهم الرئيس بـ’تدمير حركة فتح’.
ونفى دحلان أن يكون قد شارك في عملية اغتيال صلاح شحادة قائد أركان حماس السابق، كما نفى أن يكون له أي ضلوع في عملية اغتيال الرئيس عرفات، الذي وصفه بأنه كان والدا له، وأنه كان يقبل يديه.
وقال ان الرئيس عباس هو من رفع الغطاء عن الرئيس الراحل عرفات حين استقال من رئاسة الحكومة، واتهم الرئيس وأبناءه بالفساد.
كذلك نفى أن يكون قد عمل على بيع شحنة سلاح لصالح الرئيس الليبي السابق معمر القذافي خلال فترة الثورة الليبية التي أطاحت به.
وسبق وأن شن الرئيس عباس في اجتماع المجلس الثوري الأخير لحركة فتح الذي انعقد الأسبوع الماضي هجوما عنيفا على دحلان، وألمح إلى مشاركته في عملية اغتيال الرئيس عرفات بدس السم، كما قال انه متهم بقتل ستة من كوادر حركة فتح ومسؤولي السلطة الفلسطينية، علاوة على علمه بمشاركته في عملية اغتيال قائد أركان حركة حماس السابق صلاح شحادة.
كذلك اتهم الرئيس دحلان بالقيام بعمليات اختلاس كبيرة وصلت لنحو 200 مليون دولار، وحذر وقتها الرئيس كل أعضاء وكوادر حركة فتح من تأييد دحلان، وقال أنه سيتم فصلهم من الحركة.
وقال وقتها الرئيس عباس في نهاية حديثه ‘الآن دحلان انتهى، نحن أبناء اليوم، من يحب أن يكون مع دحلان فله ذلك، من يريد الاتصال به، أو يأخذ أموالا منه، أو يزوره في ‘سيشل’ فليفعل ما يشاء. كما قلت لكم: من يريد أن يدخل في فتح فليدخل ومن يريد الخروج فليخرج، ولكن على الأقل يقول للحرس إنه خارج أو داخل. ومنذ الآن عليكم الاختيار بين وحدة هذه الحركة وكرامتها أو غير ذلك، لكن هنا وهناك لا’.
وتستحوذ التصريحات التي حملت اتهامات متبادلة من الرجلين على تعليقات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينقسم المعلقون بين فريق معارض للأسلوب الذي اتبع من الرجلين، وآخر من خارج حركة فتح يقف وبالتحديد من المؤيدين لحركة حماس اتخذوا أسلوب ‘التعليق الساخر’ على ما جاء من اتهامات.
يشار إلى أن حركة فتح فصلت دحلان من عضويتها ومن اللجنة المركزية للحركة أعلى هيئة قيادية، ووجهت له اتهامات اختلاس مالية وأخرى جنائية.
ويقيم دحلان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحاولت عدة جهات عربية التوسط بينه وبين أبو مازن لإنهاء الخلاف، غير أن محاولاتها لم تكلل بالنجاح.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة